تعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق اعتماداً على الواردات للحصول على الغذاء وأشدّها تضرراً بمشكلة الغذاء العالمية على الرغم من أن نسبة الذين يعملون في الزراعة تتراوح ما بين (53٪) و (84٪)، فهي تستورد ما يصل إلى 50٪ من السعرات الحرارية المطلوبة، وتعتبر أكبر مستورد للقمح عالمياً، هناك العديد من الأسباب التي تدفع نحو هذا العجز الغذائي كالخصائص الطبيعية من ندرة المياه إلى تقلبات المناخ بالإضافة إلى ارتفاع معدل النمو السكاني الذي يتجاوز 2٪ وغير المتناسب مع نمو الإنتاج الغذائي في الوطن العربي.
وتؤدي السياسات الغذائية والبيئية والزراعية دوراً أساسياً في رسم مستويات الأمن الغذائي في المنطقة، فانخفاض الاستثمار الزراعي في تعزيز الإنتاج والإنتاجية والكفاءة في استخدام الموارد إلى جانب انخفاض الدعم الحكومي للبنية التحتية والبحوث أدى إلى فقدان الوسائل الأساسية لتعزيز الإنتاج، وعلاوةً على ذلك ثمة تحديات هائلة في الاعتماد الكبير على الواردات، الأمر الذي يجعل المنطقة العربية عرضةً ليس فقط لتقلب الأسعار، ولكن أيضاً لانقطاعات التجارة التي تتزامن مع الأزمات والصراعات وتتأثر بها، ما يعود بنتائج وخيمة على الأمن الغذائي، في ظل معاناة المنطقة منذ زمن بعيد من هذه الصراعات.
لدى المنطقة العربية فرص كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة الاستثمار الزراعي والبحثي والتقني على المستوى الوطني والإقليمي ودعم صغار المنتجين والحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية، ووضع تشريعات أفضل لرفع الإنتاجية والكفاءة، وحماية الموارد المنتِجة للغذاء كالمياه والأرض والبذور، ولاغتنام هذه الفرص والتحريك من أجلها، تأسست الشبكة العربية للسيادة على الغذاء.